سبب نزول سؤ الظن

[i]

إن السبب الرئيسي لسوء الظن بالله عز وجل هو الجهل به وبعظمته وعدم الإيمان به أيماناً حقيقيا ، وقال الطريحي :
(وعن بعض الأفاضل : سوء الظن بالله ينشأ من عدم معرفته تعالى بما هو اهله ، فالجاهل به لا يعرفه من جهة ما هو جواد فياض بالخيرات لمن استعد لذلك فيسوء ظنه ، و لا يثق بأنه مخلوع عليه عوض ما يبذله فيمنعه ذلك عن البذل )[1]
فسوء الظن ينشأ من نقصان الإيمان بالله و بأسمائه وأفعاله وكتبه ورسله وكلما ازداد الجهل به كثر سوء الظن به سبحانه وتعالى .
التحذير من سوء الظن بالله
إن سوء الظن بالله من أكبر المحرمات في الشريعة الإسلامية ويعد انحرافاً عقائدياً للشخص الذي يمارسه بشكل فعلي وتطبيقي فقد ورد عن الامام علي عليه السلام في بعض حكمه: " لا دين لمسيئ الظن"[2]
وعنه عليه السلام :" لا إيمان مع سوء الظن"[3]
فكيف يتسنى الإيمان ؟ أو يستقر الدين عنده وهو يسئ الظن بالله
حرمة سوء الظن بالله
لا إشكال في حرمة سوء الظن بالله في جميع المجالات الدنيوية والأخروية فإنه خسارة للدنيا والآخرة كما تقدم .
قال العلامة المجلسي : ( ويدل على حرمة سوء الظن بالله واليأس من رحمته :
( إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين [4])[5].
وقال بعض العلماء ( ويحرم سوء الظن بالله ، وبمسلم ظاهر العدالة ، قاله القاضي وغيره)[6]
بل يعد سوء الظن بالله من أكبر الكبائر في الشريعة الإسلامية .
الآثار الوخيمة لسوء الظن بالله
1. الهلاك في الدارين :
إن سوء الظن بالله سبحانه وتعالى يؤدي إلى هلاك الشخص في الدنيا والعذاب في الآخرة .
2. الخسارة في الدارين:
فإن من يسئ الظن بالله سبحانه دائما يكون في المتشائمين في هذه الحياة ويؤدي به إلى الخسارة المادية والمعنوية كما ويخسر مستقبله في الحياة الآخرة.
وقد أشارت إلى هذين الأمرين الآية المباركة الآتية :
( وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمْ الَّذِي ظَنَنتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنْ الْخَاسِرِينَ) [7]
فالإرداء في الآية: مأخوذ من الردى بمعنى الهلاك.
فسوء الظن بالله سبب لهم الهلاك ثم أصبحوا من الخاسرين . وجاء في تفسير هذه الآية عن الأمام الصادق عليه السلام :
(ما ظن عبد بالله خيراً إلا كان له عند ظنه ، وما ظن به سوء إلا كان الله عند ظنه به ، وذلك قول الله عز وجل ( وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمْ الَّذِي ظَنَنتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنْ الْخَاسِرِينَ ) [8]
فظنهم السيئ بالله أرداهم وأهلكم وخسروا الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين .
3. العذاب الأليم :
جاء في صحيحة بريد بن معاوية عن الأمام الباقر عليه السلام – المتقدمة- (( ... والذي لا إله إلاّ هو لا يعذب الله مؤمناً بعد التوبة والاستغفار إلا بسوء ظنه بالله وتقصير من رجائه له))[9]
4. الشر:
إن من يسئ الظن بالله ليس له الشر في الدنيا والآخرة، كما تقدم في صحيحة ابن بزيع عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال:
( أحسن الظن بالله فإن الله عز وجل يقول أنا عند ظن عبدي (المؤمن) بي إن خيراً فخيراً وإن شراً فشر )[10]
5. تفريق الأحبة:
إن سوء الظن بالله عز وجل نتاجه تفريق الجماعات وبذر العدوات وبالأخص بين الأصدقاء والأحبة ، فقد جاء في وصية أمير المؤمنين علي عليه السلام لابنه محمد بن الحنفية قوله:
( ولا يغلبنّ عليك سوء الظن بالله عزّ وجلّ فانه لن يدع بينك وبين خليلك صلحاً )[11]
6. التطير:
إن من نتائج سوء الظن بالله سبحانه هو التشائم والتطير و لايوجد له إرتياح نفسي ، قال العلامة المجلسي : ( وأما الطيرة فإن فيها سوء الظن بالله وتوقع البلاء )[12]
7. البُخل:
ان البخيل إنما يتصف بهذه الصفة الذميمة لسوء ظنه بالله وإن الله لا يخلف عليه فيما أنفق فلذلك يمنع العطاء.
8. الجُبْن :
الجبان إنما يترك الإقدام في ساحة الجهاد ويفر من العدو لسوء ظنه بالله والآيات والأحاديث التي ذكرت فضل الجهاد وعظيم تلك المنزلة كل ذلك لم يدخل في قلبه .
9. الحِرْصُ:
الجشع وهو شدة الإرادة والشّرَه إلى المطلوب ، وقيل للشّرِهِ حَرِيص : لأنه يَقْشِرُ بحرصه وجوه الناس .
هذا الصفة الذميمة عند الإنسان منشأها سوء الظن بالله .
هذه الصفات الثلاث : البخل والجبن والحرص يجمعها جامع مشترك وهو سوء الظن بالله، فقد قال الإمام علي عليه السلام (فإن البخل والجُبن والحرص غرائز شتى يجمعها سوء الظن بالله ) [13]
ولذلك قد ورد أن : الشح المطاع هو سوء الظن بالله عز وجل [14] .
الشح بُخل مع حرص فيما إذا كان عادة قال تعالى (وَأُحْضِرَتْ الْأَنفُسُ الشُّحَّ )[15] وقال أيضاً (أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ ) [16]
10.ترك التزويج
وسوء الظن:
أن كثيراً من الشباب يتركون التزويج مخافة الفقر عندما يتزوجون ويتحملون المسؤولية في ذلك وأنه يخشى أن لا يتمكن أن يقوم بإعاشة أولاده بعد ذلك ، وهذا نوع من أنواع إساءة الظن بالله سبحانه فقد جاء في الحديث عن الصادق عليه السلام ( من ترك التزويج مخافة الفقر فقد أساء الظن بالله عز وجل إن الله عز وجل يقول :( إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ )[17][18]
وعنه أيضا في حديث آخر ( من ترك التزويج مخافة العيلة قد ساء ظنه بالله عز وجل ، إن الله عز وجل يقول ( إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ)[19]
وعنه أيضاً ( من ترك التزويج مخافة العيلة فقد أساء بالله الظن )[20]
فإذا كان الإنسان يترك التزويج مخافة الفقر و العيلة فذلك سوء ظن بالله سبحانه .
في مقابل الآية المباركة ( إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) .
و الأحاديث الكثيرة التي وردت وأكدت أن الزواج يزيد في الرزق [21]
11. القنوط :
من الكبائر التي توعد الله فاعلها بالنار القنوط من رحمة الله والقنوط يستبطن سوء الظن بالله سبحانه وتعالى.

[center][/size] [/i] :nakel:

[/size][/cente

r]