>> الإخــــــــــوان المسلمــــــــــون << مـنْ

>> الإخــــــــــوان المسلمــــــــــون << مـنْ ذاكـرةِ التـاريـخ (2)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
توقفنا في المرة السابقة عندما إنتقل حسن البنا للعمل في القاهرة ورأينا كيف كانت الإسماعيلية هي النواة الأولي لتكوين جماعة الإخوان المسلمون . وكيف أتسع نطاقها سريعا عابرةً مدن قناة السويس وبحيرة المنزلة حتي بور سعيد .



وتوقفنا عندما أنتقل حسن البنا للعمل في القاهرة
وكانت بمثابة الإنطلاقة الحقيقية للإخوان عام 1932م حيث إنتقلت قيادات الإخوان أيضاً الي القاهرة ومن ثم بدأ العمل الفعلي للإخوان .

وكانت البداية بإصدار جريدة الإخوان المسلمين عام 1933م وكانت أسبوعية وكان أول رئيس تحرير لها الشيخ محب الدين الخطيب . وكانت الجريدة هي الصوت المسموع للإخوان في الشارع المصري وكان لها صدي واسع بين أوساط المتعلمين لِما لها من صوت مختلف لم يُسمع من قبل في الشارع المصري ، لذلك توالت إصدارات الإخوان من المجلات والجرائد في ظل إنتشار الإخوان وإزدياد شعبية حسن البنا ومن أبرزها مجلة النذير عام 1938م ثم الشهاب عام 1947م .



وكانت حقبة الثلاثينيات هي بحق المرحلة التأسيسية للجماعة ولم يأت شهر فبراير 1935م إلا وكان للإخوان في مصر أكثر من خمسين شعبةً لها عناوين ومقرات ، وقد تُوجت هذه الرحلة بتكونت أول هيئة تأسيسية للحركة عام 1941م من مائة عضو إختارهم الإمام البنا بنفسه.


وكما سعي البنا لنهضة الإخوان داخل مصر سعي أيضاً لخلق دور بارز للإخوان في قضايا الأمة الإسلامية عامة والعربية خاصة ، حيث ساهم الإخوان في حل العديد من قضايا الأمة العالقة في ذلك الوقت ومن أبرز هذه الأعمال (في رواية الإخوان)

1)دعم و إستضافة قادة حركات الجهاد في العالم الإسلامي ومن أبرزهم : الحبيب بورقيبة والشاذلي المكي من تونس، وأحمد سوكارنو وآجوس سالم من إندونيسيا، وإسماعيل الأزهري وأحمد خير من السودان، وعبد الكريم الخطابي وعلال الفاسي من المغرب، والفضيل الورتلاني من الجزائر، وأمين الحسيني وصبري عابدين من فلسطين . ويروي أيضا أنهم قاموا بإنقاذ مفتي فلسطين


الشيخ أمين الحسيني (مفتي فلسطين)

حيث كان سماحته لاجئًا سياسيًّا بعد الحرب في فرنسا، وخشي الإخوان من أن يسلمه الفرنسيون إلى الإنجليز، فاتصلوا به وعرضوا عليه فكرةَ الهروبِ إلى مصر فوافق، ودبَّر الإخوانُ كلَّ الترتيباتِ ومتطلباتِ الموضوع، وبالفعل نزل المفتي إلى مصر، وقَبِل الملك فاروق منحَ سماحته حقَّ اللجوء السياسي مع إنزاله ضيفًا عليه .


حسن البنا والشيخ أمين الحسيني مفتي فلسطين

2)تقديم المذكرات والاحتجاجات وإرسال البرقيات مناصرة لقضايا المسلمين ففي وثائقَ رسمية فرنسية نُشِرت رسالتان من السفارة الفرنسية بالقاهرة يقال فيهما لقد أرهقنا الإخوان المسلمون من كثرة ما أرسلوا إلينا من العرائض التي تندِّد ببقائنا في الجزائر وسائر دول شمال إفريقيا، وتطالب بجلائنا عنها والعديد من العرائض والاحتجاجات المتعلقة بفلسطين .



3)وكانت حرب فلسطين الأبرز في العمل الخارجي للإخوان حيث قاتلوا بكل بسالة مع الجبهة المصرية هناك ويقال أن الأخوان قدموا الغذاء للفيلق المصرى المحاصر من اليهود بناء على قول الحاج أمين الحسيني مفتي فلسطين، وأحمد المواوي، وفؤاد صادق، قائدي الجيش المصري في فلسطين، والسيد طه (الضبع الأسود) قائد الفيلق المصري الذي كان محاصرًا في "الفالوجا" وكان لمعروف الحضري ـ أحد ضباط الإخوان ـ الفضل الأكبر في إمداد الفيلق المحاصر بالأغذية والمؤن .




وهذه الشهادات ـ أو أغلبها ـ ثابتة في سجلات ووثائق القضاء المصري .


وفي النهاية
أرجو أن أكون قد وفقت في إلقاء الضوء علي نشاط الإخوان المسلمون الخارجي وبكل حيادية

>>> وسنري فيما هو قادم نشاط الإخوان المسلمون الداخلي وإنشاء النظام السري
وكيف كان قتل النقراشي باشا بمثابة العد التنازلي لمقتل حسن البنا ؟؟؟
وما هي علاقة الإخوان المسلمين بالضباط الأحرار؟؟؟
وكيف ساهم الإخوان في إندلاع ثورة 1952م ؟؟؟

وإلي اللقاء في الحلقة القادمة

أنتظروني